لا يجوز أن نترك الميدان لحميدان/ منعم حلبي

*في اعتقادي، جانتس سيكون رئيس الحكومة القادم

*السؤال: هل سيغيّر ذلك من واقعنا الحياتي؟

*على القائمة المشتركة أن تسعى لتكون في موقع اتخاذ القرار وليس على الجدار

في اعتقادي الشخصي، حُسمت نتيجة انتخابات الكنيست مساء الاربعاء الأخير، بعد أن قرر نتنياهو، كما كان متوقعًا، طلب الحصانة من الكنيست.

نتنياهو فضّل ان يحارب من خلال كامبين "شرس" يُبرز من خلاله جميع "إنجازاته" السياسية والامنية والاقتصادية، عن المخاطرة بتقديمه للقضاء خلال فترة وجيزة.

جانتس استغل قرار نتنياهو بصورة ممتازة، وأبرز ما سيعتمد عليه حزبه "كاحول لافان" حتى موعد الانتخابات، بحيث سيتحدث الحزب عن نوايا نتنياهو وتفضيله لمصلحته الشخصية عن مستقبل ومصلحة الدولة.

أعتقد، ان جانتس سيُنتَخَب رئيسًا للحكومة القادمة.

هل هذا سيُحدِث انقلابًا في تعامل الحكومة برئاسته؟!.

أنا لستُ ساذجًا ولا متفائلًا، ولكن الاهم من وجهة نظري التخلص من نتنياهو ومن ثم لكل حادث حديث. أسوأ من اوضاعنا الحالية لن يكون، فوصلنا الحضيض، ومن القاع ممكن لنا فقط أن نتقدم ونرتفع.

الخطوط العريضة للحكومة القادمة لن تتغير، خاصة مع شراكة ليبرمان المتوقعة.

يبقى السؤال الجوهري: كيف سيتصرف المجتمع العربي في هذه الانتخابات: هل سيعي المجتمع الخطر الكياني الذي يهدد كل فرد منا وسيتدفق المواطنون لصناديق الاقتراع للتصويت للقائمة المشتركة ام لا؟!.

رأينا بوادر إيجابية للغاية من أعضاء القائمة في الآونة الاخيرة، لا نستطيع ان نتجاهلها في تعاملهم مع قانون كامينتس وغيره من القضايا الاجتماعية والسياسية.

السؤال: هل سيقتصر دور القائمة هذه المرة ايضًا بان تكون كتلة مانعة من خارج الحكومة ام انها ستُصر على الانخراط في الحكومة القادمة، اذا كانت برئاسة كاحول لافان؟ هل سيتقبل حزب كاحول لافان أصلًا وجود المشتركة داخل الحكومة ام انه سيفضّل إقامة وحدة وطنية واسعة بدون المشتركة، مع ليبرمان والأحزاب المتدينة وحتى مع الليكود؟!.

ما الذي يريده الشارع العربي اصلًا؟!.

ما هو افضل لنا؟ أسئلة محيّرة بدون شك!.

الطموح الامثل في الظروف الراهنة، ان تُقام حكومة مركز-يسار، مع بقاء اليمين خارجها.

أعتقد، ان حكومة حزب العمل(رابين) مع ميرتس في سنوات التسعين كانت الافضل للمجتمع العربي في حينه.

هل ممكن ان تتحقق حكومة كهذه في ظل ميول الشعب اليهودي نحو اليمين؟!.

هل سيفرض الناخب العربي تغيير الواقع السياسي القطري ام سنبقى على حالنا، خارج موقع اتخاذ القرار؟!.

اتفهم "اليسار" العربي المتطرف، الذي يرفض اساسًا فكرة وجود تمثيل عربي في الحكومة الصهيونية، ولكني لا اوافق هذه الفكرة.

الواقع يقول، إن المجتمع العربي منخرط في غالبية المؤسسات الإسرائيلية، فلماذا نُبقي البرلمان لأعضاء كنيست من اليهود، يصولون ويجولون داخله، يخططون ويبرمجون على مدار الساعة قوانين مجحفة بحقنا؟!.

حان الاوان أن نتكتل هذه المرة وان نخرج بغالبيتنا القصوى للتصويت.

المقاطعة ليست حلًا، وإهدار اصوات عربية لصالح احزاب صهيونية ليست هي الحل كذلك!.

تنتظرنا معركة انتخابية قاسية وصاخبة بدون شك في الشهرين القادمين.

لذلك، على المشتركة اتقان اللعبة كما ينبغي وان تبرمج حملة انتخابية تصل لكل بيت عربي.

لا يجوز "ترك الميدان لحميدان" هذه المرة!.