بلد الديمقراطية وبلد الدكتاتورية؟!/ وجهة نظر: منعم حلبي

أرى بعين إيجابية ما يحدث في قرية عسفيا الكرملية، من مناقشات ومباحثات واقتراحات مهنية من عبر شبكات التواصل، بصدد قضايا هامة ومصيرية، مثل قضية الخارطة الهيكلية والخرائط المفصلة، قضية التخطيط والبناء وقضايا هامة أخرى كثيرة، مثل شارع 672 الخطير، إدارة المجلس المحلي، لجنة المناقصات وبعد.
نحن ندّعي أننا مجتمع ديمقراطي-حضاري، فإذا كنا حقًا كذلك، علينا-كمسؤولين في السلطات المحلية وفي المؤسسات الحكومية-ان نتقبل النقد، مهما كانت حدته، خاصة إذا كان بناءًا.
شراكة ومشاركة المواطنين بكل ما يحدث في القرية، هو واجب. يجب أن تكون دائمًا انتقادات بناءة لعمل المسؤولين في المجالس المحلية وفي الحكومة والكنيست وفي كافة المؤسسات، وعلى المسؤولين تقبل الانتقادات والتعلم منها وإصلاح الأخطاء إذا وُجدت.
نلحظ هذه التحركات الديناميكية اليومية في عسفيا، بينما نلحظ جمودًا لم يسبق له مثيل في الجارة الكرملية لعسفيا-دالية الكرمل- بحيث نكاد لا نرى ولا نسمع اية انتقادات حول ما يحدث في القرية او في المجلس المحلي!!.
نحن نتحدث عن فترة تواجه فيها القرية قضايا لا تقل مصيرية عن عسفيا: خارطة هيكلية كارثية تُبقي منطقة أم الشقف وعدة مناطق أخرى خارجها، خرائط مفصلة مقوقعة تمنع من السكان الحصول على رخص بناء وكهرباء،أوامر هدم وغرامات بالجملة للمواطنين، وضع رياضة وتربية وتعليم في الحضيض، انعدام الأطر الثقافية والتربوية والرياضية اللامنهجية،وضع مزرٍ في الحارات، ازمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل للمصالح التجارية، أزمة في السياحة والتصنيع، قضايا بحاجة لبحث وتحقيق في المجلس المحلي، ومع كل هذا لا نكاد نسمع أي انتقاد من قبل اية جهة!!.
عامان مأساويان مرا على أولادنا في المدارس، في ظل أزمة الكورونا، ولجان الأهالي تملأ فاها بالماء!!.
أمرك يا سيدي!.
ما يحدث في دالية الكرمل هو مؤشر خطير!.
أساليب التخويف المبطنة المنتهجة في السنوات الأخيرة أدت بنا للوصول لهذا الوضع. كل من "يتجرأ" وينتقد عمل ونهج رئيس المجلس، معرض مباشرة للتوبيخ والتشهير والمقاطعات والاتصالات والتهديدات.
اين نحن نعيش بالضبط؟!!.
انا على يقين، ان ما يحدث في دالية الكرمل يحدث ايضًا في قرى أخرى. هذا لا يقول إن علينا قبول هذا او التغاضي او السكوت عنه.
يجب علينا كمواطنين ان ننتفض وان ننفض الغبار من على اجسادنا وعقولنا.
نحن نتحدث عن مصير أجيال لا تعرف كيف تتصرف وماذا تفعل. لا توجد رؤيا ولا تخطيط لهذا البلد.
كله عمك خالك..حكلي لحكلك...الى متى اعزائي، الى متى؟!!.
**وصوِّت يا مواطن!!**
تمر في الكنيست قوانين عنصرية، مثل قانون لم الشمل وقانون المواطنة وكأن شيئًا لا يحدث.
الغايات تبرر كل الوسائل لدى الأحزاب. ولتذهب المباديء والخطوط العريضة الى الجحيم!!.
ونحن نبقى مع وعودات بلا تغطية بصدد معالجة قانون كامينتس العنصري والكارثي وقانون القومية الذي هدف لذل المجتمع العربي في البلاد.
وعودات قبل الانتخابات تندثر مع الرياح بعدها. وصوت يا مواطن!!.