kolanas - 2022-05-29 08:20:43 -
كتبنا من قبل عن وضع الدروز ومكانتهم في إسرائيل من قبيل التأمّل في سيرورة تاريخية انتقلوا فيها من كونهم جزءًا من المجتمع العربيّ المشرقيّ في بلاد الشام إلى كونهم "موضوعًا" في خدمة المشروع الصهيوني. نقول هذا في ظلّ التحوّلات الأخيرة التي تؤشّر على انتهاء المشروع الإسرائيليّ الليبرالي القائل بإمكانية إنشاء وتطوير "دولة يهودية وديمقراطية" قائمة على حدّ معقول من المواطنة للجميع. إن اغتيال رابين في العام 1995 كان البداية. ثم أتى تشريع قانون القومية في العام 2018 وتصعيد سياسات الاستحواذ على الأرض وإعاقة تطوّر السكان الأصلانيين في وطنهم وخطاب الكراهية الاستيطاني اليميني ضد غير اليهود بضمنهم الدروز ونزع شرعيتهم السياسيّة والإنسانيّة، وضع فصل الخاتمة للمشروع الإسرائيلي الليبرالي وحوّل إسرائيل إلى دولة للشعب اليهودي حصريًّا تعتمد أيديولوجيا يمينيّة.
بمعنى أن القانون وما رافقه من خطاب سياسيّ عنصريّ أخرج الدروز (وسواهم من العرب) من الـ"نحن" الإسرائيلي لأنه هذا الـ"نحن" صار حصريًّا على اليهود الذين هنا والذين في الخارج، أيضًا. من هنا أتى غضب الدروز حيال قانون القومية الذي يستثنيهم ويقول لهم صراحة: "رغم 70 عامًا من التضحيات وتكبّدكم الخسائر المعنوية على صعيد الهوية والمعنى والتاريخ، فقد قرّرنا نحن اليهود ألّا تكونوا متساوين معنا، نحن أكثر وأنتم أقلّ!". ليس هذا فحسب، فدلالة القانون معطوفة على دلالات الخطاب اليهودي العنصريّ وعلى قانون كمينتس وسياسات الأرض والتخطيط والبناء جعلت من الدروز كبقيّة العرب في الدولة أو في منزلتهم. ولأن كثيرين من الدروز صدّقوا أنهم ليسوا عربًا وأنهم أقرب إلى "المنتصرين" اليهود ومعهم في "حلف دم" ـ فقد كان غضب هذا البعض أضعافًا. إذ كيف يُعقل أن يأتي اليهود العنصريون ويُعيدوا الدروز عربًا في مكانتهم بجرّة قلم؟ وهذا بالذات العامل الأقوى في احتجاج أوساط واسعة من الدروز على قانون القومية. فقد تقبلت هذه الأوساط أنها غير متساوية مع اليهود، درجة "ج" أو "د" وفي رتبة أدنى (خواجة وخدَم) وحقوق أقلّ، لكن أن يساووهم بالعرب الآخرين ـ فهذه كارثة حقيقيّة لا تُغتفر. أو بعبارة أخرى يقول الدروز لأولاد عمّهم في "حلف الدم": تستطيعون أن تخفّضوا منزلتنا كيفما شئتم لكننا لن نسمح لكم أن تُعيدونا عربًا"!!. بكلام أوضح بكثير نقول، إن مشكلة الدروز ليست في هضم حقوقهم أو سلب أرضهم ومنعهم من البناء على أراضيهم ولا منافستهم في مزاراتهم الدينية، بل مشكلتهم هي في هويّتهم وفي "عروبتهم" التي فرضها عليهم قانون القومية.
يشعر معظم الدروز لأسباب تاريخية ولعوامل فعلت فعلها في السنوات الأخيرة ولأسباب تتصل ببناء الهويات أنهم في حالة دفاع عن أنفسهم على جبهات عديدة. في مواجهة العنصريّة اليهودية كما عبّر عنها قانون القوميّة وقانون كمينتس الذي راح ضحّيته حتى الآن 130 مواطنا في دالية الكرمل وحدها، وفي مواجهة خديعة تاريخية تعرّضوا لها من المجتمع اليهودي ـ أو قُل المؤسسة الإسرائيلية العميقة- في مواجهة خطاب مستهتر ومستخفّ من اليمين العنصريّ، في مواجهة حِيَل سياسية وإعلامية تستهدفهم كلّ يوم، في مواجهة سياسات التضييق والحصار. وعلى مستوى آخر لا يقلّ تأثيرًا وحدّة، هم في مواجهة لاتهامات تَرِد من البيئة العربية المشرقية بالخيانة أو بالارتزاق لدى السلطة الإسرائيلية. على مستوى ثالث هم مجنّدون بالكامل في مدّ يد العون للأخوة في سورية ويقظون متحفزّون في متابعة شؤون الأشقاء في لبنان. هذا يعني أنهم مستنزفون تمامًا ومأزومون وفي موقع استراتيجي غير مريح.
باختصار، الدولة القومية في الإقليم لا تُنصف الدروز في الراهن ولا تأخذ بتضحياتهم وتصرّ على اعتبارهم "جماعة مشبوهة" يُمكن التأثير على هويتها بما يخدم عقائد وإيديولوجيات أو أن الطائفة هي مجرّد موضوع (ليسوا ذوات وبني آدمين) يُستثمر هنا أو يتمّ توظيفه هناك. في إطار هذا الشعور بالغبن على مختلف الجبهات يتعامل الدروز في إسرائيل بريبة وعدم ثقة مع كل محاولات تصحيح قانون القومية أو إعادة الاعتبار لهم في إطار الحسابات الانتخابيّة الإسرائيليّة.
وقد سرّني كثيرًا أن أرى المزيد من أبناء وبنات الطائفة المعروفيّة من مختلف الأجيال، يعبّرون عن رفضهم للمناورات التي تتعرض لها طائفتهم ويُطالبون القيادات بعدم التعاون مع هذه المناورات التي قد تتحوّل إلى مؤامرات جديدة بحقّهم كلّما تدهور الوضع السياسيّ في إسرائيل والإقليم. وفي حمى السجال بين الآراء داخل الطائفة لا أزال على قناعة أن الوضع سيزداد سوءًا خاصة وأن بين الدروز أنفسهم من تنازل عن حجة الميثاق ووقع بدلها عقدًا مع النظام السياسي في إسرائيل وهو نظام يسير بخطى واثقة نحو الأبرتهايد. أما المشكلة الأخرى فكامنة في الفجوة الكبيرة الهائلة بين واقع الدروز في حقيقة الأمر وموقعهم وبين الوهم الذي يعيشه الكثيرون من أنهم الجماعة ألأهمّ في الشرق الأوسط!!.
(أيار 2022)
مجتمعنا يعيش في حرب استنزاف يومية/ منعم حلبي أولًا، بمناسبة الزيارة السنوية لمقام النبي الخضر عليه السلام،التي أقيمت يوم الخميس الأخير، أبارك لشيوخ المجتمع المعروفي...
الناصرة | 28.11° - 31.07° | |
حيفا | 30.12° - 30.12° | |
القدس | 25.22° - 30.95° | |
يافا | ° - ° | |
عكا | 30.57° - 30.57° | |
رام الله | 25.16° - 30.88° | |
بئر السبع | 33.32° - 34.22° | |
طمرة | 29.76° - 29.76° |
دولار امريكي | 3.532 | |
جنيه استرليني | 4.9821 | |
ين ياباني 100 | 3.2976 | |
اليورو | 4.3352 | |
دولار استرالي | 2.7053 | |
دولار كندي | 2.7595 | |
كرون دينيماركي | 0.5822 | |
كرون نرويجي | 0.4520 | |
راوند افريقي | 0.2911 | |
كرون سويدي | 0.4211 | |
فرنك سويسري | 3.6777 | |
دينار اردني | 4.9780 | |
ليرة لبناني 10 | 0.0233 | |
جنيه مصري | 0.1997 |
كيف نلخّص عشر سنوات من الخراب؟يوم الثلاثاء ...الدالية ستستردّ روحها وتنهض مرزوق الحلبيفيما يلي محاولة منّي لتلخيص عشر سنوات من الخراب واستشراف الآتي.ـ لا أشكّ من مشاهداتي ومن...
سياسة فرِّق تسُد بتجمعنا..! "العصر الذهبي في تسعينيات القرن الفائت تحوّل لعهد الفشل في السنوات العشر الفائتة" "العصبية القبلية فرّقت الأخ عن أخيه والأب عن ابنه" "حان الأوان...