الامتناع عن التوصيت سيكلفنا غاليًا/ بقلم: غالب سيف (المرشح عن حزب الجبهة/ العربية للتغيير)

لكل شيء تكلفته وثمنه، التصويت في انتخابات الكنيست يوم الثلاثاء القادم في 1/11/2022 له تكلفة وثمن، وعدم التصويت ايضًا.
تكلفة التصويت ممكن ان تكون في اقسى الحالات عبارة عن الذهاب الى ومن صندوق الاقتراع نحو ساعة من الوقت، مدفوعة الايجار للذين يعملون، كون يوم الانتخابات يوم عطلة مدفوع، اما الباقون في كل الحالات لا تكلفة لديهم.
لكن عندما نأتي على ذكر تكلفة وثمن الامتناع عن التصويت فهي ليست فقط انها عالية وفاتورتها ربما لا يمكن تصور ثمنها، بدون مبالغة، ربما الثمن سيكون وجوديًا ، على الاقل لعدد منا لا سمح الله. والسؤال كيف وفي اي حال؟!.
الامتناع عن التصويت يعني، ان الاحزاب اليمينية ستحصد المقاعد البرلمانية التي بامكاننا الحصول عليها، مما سيعطي هذه الاحزاب العَفِنة والخطيرة كل القوة والفرص لاقرار سياساتها العنصرية والفاشية ضدنا، بدون لا حارس ولا بواب.
من الامور الوجودية التي نواجهها ونعيشها بألم، قضية السكن الحارقة، والتي جراءها 50 الف بيت عربي مهدد بالهدم، منها 25 الف في القرى العربية الدرزية. اليمين لن يتنازل عن هدمها مهما كلف، وبالمقابل الاهالي لن يتنازلوا عن منع هذا الهدم مهما كلف، مما يعني ان الصدام في هذا الملف حتمي، ولكل صدام ثمنه وتكلفته.
وهناك الكثير من القضايا التي تحاكي هذا المثل ولها نفس الايحاء، ان كان في قضية لم الشمل، او اسقاطات قانون القومية، او استمرار جرائم العنف المبني والهادف بدون رادع، لا بل برعاية الشاباك وكما صرح احد ضباط الشرطة، او حتى ثمن وصلة المياه والمجاري وما الى ذلك من اثمان ستكلف كل فرد منا ماديا ومعنويا وغيره، اذا ما كان لهذه الاحزاب ضد ورادع.
اذًا، في جرد الحساب الضروري هذا يتضح، ان ثمن الذهاب للتصويت ربما سيصل الى تكلفة مجهود ساعة مدفوعة الثمن، واما ثمن عدم التصويت سيكون المزيد لا سمح الله من القتل، استمرار الاحتلال وتكاليفه البشرية والمادية والاخلاقية، هدم بيوت، شح اكثر في الميزانيات، سلخ ومصادرة القليل مما تبقى من الاراضي، زرع الفتن، انعدام الامن والامان، صدام حتمي ومكلف وغير ذلك الكثير.
لذلك اخي العربي، اتركك مما يضخه الاعلام الموجه او من هذا الكسل الفكري والجسدي او الترف الداعي للتنصل من واجب التصويت، فقط عليك ان تتصور ما سيكون عندما تصل نسبة التصويت عندنا الى 84% كما عند الخواجات، عندها ستكون ليس فقط العجائب وانما سنصل كشعب اصلاني في وطننا الى وزننا الطبيعي والذي نستحقه، بدل منحه على طبق من ذهب للجزار والجلاد الذي يهدد رقابنا ووجودنا.
تصويتك هو رفع لصوت حقنا وبه باستطاعتنا ان نفرض بكرامة وهامة مرفوعة كل ما نحتاجه، ولا تنسى ان تمنح هذا الغالي لمن يستحقه، لقائمة الجبهة والعربية للتغيير...