النضال الجماهيري هو الحل/ منعم حلبي

ما دامت لجان التخطيط والوزارات تقرر عنا، لماذا تُقام انتخابات للسلطات المحلية أصلًا؟!

-برغم أوضاعنا، علينا ان نفضّل المصلحة العامة عن مصالحنا الشخصية

-علينا النظر في وجوه أولادنا يوميًا وان نسأل: ماذا فعلنا لأجلهم؟!!

كلمة عدد كل الناس 898

العالم يواجه الزلازل والحرب في شرق أوروبا، اسرائيل تتعامل مع الإصلاحات القضائية التي تهدد من ناحيتها ديمقراطية الدولة، ونحن-المجتمع العربي- يواجه العنف والإجرام الذي يهدد كياننا، والمجتمع المعروفي على رأس الساعة بالنسبة له قضية التخطيط التي تؤثر على مستقبل كل فرد وفرد منا في السنوات الأخيرة!.
وبصدد التخطيط والبناء وضائقة السكن التي تهدد كيان ومستقبل أولادنا في الجليل والكرمل: عُقدت جلسة في دالية الكرمل، طالب من خلالها معارضو التخطيط سحب الخارطة الهيكلية وتصليح الخرائط المفصلة والعمل على تجميد أوامر الهدم والغرامات.
رئيس المجلس المحلي قال، إن التخطيط هو مُبادرة من لجان التخطيط!.
السؤال: ماذا تبقى لنا كمؤسسات وكمواطنين؟!.
لجان التخطيط يخططون لنا، وزارة الداخلية تقرر عنا، وزارة المالية تصدر أوامر هدم وغرامات ضد اهلنا. لماذا إذًا توجد "دوشة" الانتخابات كل خمس سنوات في المجالس المحلية؟!.
ما دام رئيس المجلس مجرد وسيط بيننا وبين الوزارات، لا يستطيع حتى ان يخطط لأجل المواطنين، ما الداعي ان يكون رئيسًا للمجلس المحلي؟!.
لأجل جباية الضرائب من المواطنين؟!.
وزارة الداخلية تستطيع...لأجل إجراء قياس مباني والضرر في جيوب المواطنين؟
وزارة الداخلية تستطيع...لاجل جباية ضرائب من المصالح التجارية على اليمين وعلى اليسار؟ الوزارة تستطيع...
لأجل لم النفايات من جانب البيوت؟ مقاول النفايات يستطيع...ومجمع المياه يستطيع الاستمرار بظُلم المواطنين وجباية الاف الشواقل منه شهريًا...
ما دامت المجالس صُورية، لا داعي لإجراء انتخابات بتاتًا.
صحيح، هذه سياسة بن جوريون من سنوات الخمسين من القرن الماضي، بحيث قال:إذا أردتم تفريق المواطن العربي عن أخيه، قوموا بإجراء انتخابات للمجالس والسلطات المحلية في القرى العربية...
السؤال: إلى متى سيستمر هذا الوضع؟!.
متى سنفهم اللعبة ونغير قوانينها؟!.
أثبتت التجارب التاريخية، أن النضال الجماهيري هو الحل لقلب الدفة والموازين ولتحصيل الحقوق.
السؤال، ما هي جهوزية المواطنين للنضال؟!.
من خلال النضالات التي شاركتُ بها وقمتُ بتغطيتها على مدى سنوات، رأيتُ ان مدى مشاركة المواطنين بالنضال في قضايا الأرض، مجمع المياه، الهوائيات وغيرها من قضايا، ضئيل للغاية.
ترى نفس الوجوه في كافة النضالات.
السؤال: لماذا؟!.
هل هو عامل الخوف؟ الحسابات والمحسوبيات؟ اللا مبالاة؟!.عدم ثقة بالجهات التي تقوم بالنضالات؟!.
لربما كافة الأجوبة صحيحة...هذا يعمل في الأمن، وذاك في سلك التربية والتعليم، ثالث لديه مصلحة تجارية لا يريد ان يمس الضرر فيها، رابع مقرب لرئيس المجلس او للحزب الذي سن القوانين...وماذا عن المصلحة العامة؟!.
انا اتفهم اهلي، الذين يعانون اقتصاديًا، مرتبطين بالمؤسسات المختلفة ولا مفر لهم الّا السكوت، برغم ان اوضاعنا من سيء لأسوأ.
ولكن، يجب أن تنظروا بوجه اولادكم يوميًا، وان تسألوا أنفسكم: ماذا فعلتم لأجل ضمان مستقبل أفضل لهم؟!.
مع كافة الصعوبات والضغوطات، علينا تفضيل المصلحة العامة عن المصلحة الشخصية، والعمل بمهنية ونزاهة مقابل الطوفان الذي يهدد بجرفنا!.
لا مجال للوقوف على حياد...لا مجال!!.