الشيخ موفق طريف في لقاء خاص مع منعم حلبي: الطائفة على حافة الانفجار!!

الزيارة السنوية لمقام النبي شعيب عليه السلام كانت هذا العام زيارة دينية بحتة، مثلما يحدث في الأعوام الأخيرة ولعدة أسباب، بدون مراسم رسمية، وهذا ما يفضّله البعض أصلًا....
هذا العام، وجراء الحرب، قررت الهيئة الدينية، بالتلاؤم مع السلطات المحلية، جعل الزيارة دينية، كما كانت في سنين غابرة.
تزامنت هذه الزيارة-مثلما يحدث في السنوات الأخيرة-مع مطالب شرائح مختلفة من الطائفة بتصعيد النضال ضد سياسات الحكومة العنصرية، من أجل إحقاق الحقوق والمساواة، ومن اجل الغاء القوانين الجائرة، التي أدت لتضييق الخناق على أبناء المجتمع المعروفي في قضايا الأرض والمسكن.
قمنا بزيارة المقام الشريف في حطين، والتقينا مع الشيخ موفق طريف، رئيس المجلس الديني الدرزي، الذي يعي جيدًا خطورة الأوضاع التي تسود في القرى المعروفية.
أجرينا معه لقاءً خاصًا، قال من خلاله:"أنا أعي مدى خطورة الأوضاع الراهنة في قرانا المعروفية. الطائفة على وشك الانفجار وعلى فُوهة البركان. على الحكومة ورئيس الدولة وكافة المسؤولين ان يتداركوا الوضع الراهن قبل حدوث صدام نحن وهم في غنى عنه".
*قلتَ من عبر المنابر، إن الدولة ستتأسف إذا لم تفِ بالوعودات التي أبرمتها!

هذا صحيح، وها ما اكرره اليوم. رئيس الدولة وعد، رئيس الحكومة وعد، الوزراء وعدوا بتنظيم قضية التخطيط والبناء، إلغاء أوامر الهدم والغرامات على المواطنين الذي بنوا على أراضيهم الخاصة.
أنا أرى بوجود خطوات عملية من قبل البعض، لكننا نعيش في دولة تسيطر عليها البيروقراطية، والأمور تسير ببطء. لذلك، اتوخى من رؤساء المجالس المحلية الدرزية متابعة هذه القضايا والضغط من اجل إيجاد الحلول الجذرية لها. تعيين المحامي عاصم حامد خطوة مباركة. قد بدأ بعمل جدي، التقى كافة رؤساء المجالس ووقف عند الحواجز التخطيطية الموجودة في كل قرية، على امل إعطاء التوصيات للوزير لكي يبدأ بحل المشاكل الموجودة.

*هل تعتقد ان الرؤساء يقومون بعملهم كما ينبغي؟

ليست من وظيفتي انتقاد رؤساء المجالس المحلية. علينا ان نعمل يدًا بيد من اجل حل القضايا وإحقاق الحقوق والمساواة في الميزانيات.
يد واحدة لا تصفق. العمل الفردوي لا يأتي بنتائج.
*توجد أصوات تنادي بعدم استقبال الوزراء في يوم الذكرى...ما رأيك في ذلك؟
أنا لا اعتقد ان هذا هو الحل لتحصيل الحقوق المهدورة والمهضومة. بالعكس، يجب ان نستقبلهم وان نُسمعهم وجعنا وألمنا وان نطالبهم بتغيير المعاملة معنا.
**هل تعتقد بأنه حان الأوان بالنظر مجددًا في قضية التجنيد الإجباري؟
اعتقد أننا يجب ان نعيد حساباتنا في تعاملنا الداخلي مع بعضنا البعض اولًا. علينا وضع قضية التجنيد جانبًا في الوقت الحالي.
التكتل هو الحل لإسماع صوتنا عاليًا امام مؤسسات الدولة.
لكي نحصّل الحقوق، على المسؤولين لدينا ان يخططوا، ان يتعاملوا مع اقسام هندسة وتخطيط مهنيين، وان يفرضوا على الدوائر الحكومية تغيير معاملتها معنا. أنظر ما قمنا بتحصيله من الدولة في مقام النبي شعيب عليه السلام. هذا لم يأتِ محض الصدفة!.
بدون عمل صحيح، لن نصل إلى أي مكان.
**ما العمل لمواجهة ظواهر العنف الإجرامية المتشفية في مجتمعنا؟
بدون شك، ان هذه هي المشكلة الأولى في مجتمعنا. يجب على الجميع أن يتكاتف لأجل القضاء على هذه الظاهرة من جذورها. نحن مع إلقاء الحرمان الديني والاجتماعي على كل شخص مذنب ويقوم بأعمال إجرامية بحق مجتمعه. يجب شن حرب على هؤلاء المجرمين، بالتعاون مع الشرطة ومع كافة الجهات المختصة.
**ما رأيك في عملية اسناد سلطة الانفاذ لبن غفير؟
هذا قرار خاطيء.
بدون شك ان هذه القرارات ستزيد الأوضاع سوءًا.
يجب إعادة عملية إسناد سلطة الإنفاذ لوزارة الداخلية.
*قضية الخدمة الوطنية متفشية لدى بنات الطائفة...ما هو موقف الهيئة الدينية من ذلك؟
قلنا في الماضي ونكرر: نحن ضد هذه الظاهرة بصورة قطعية.
نأمل أن تتوقف هذه الظاهرة في اقرب وقت ممكن.
*كلمة أخيرة: هل انت متفائل بصدد اوضاعنا هنا وفي الشرق؟
أنا إنسان متفائل...يجب أن نتحد وأن نبدأ في معالجة قضايانا بالشكل الصحيح. لن نتراجع، حتى نحصّل كافة حقوق أبناء الطائفة الدرزية.
للحكومة أقول: أنتظر تغييرًا جذريًا في التعامل وفي السياسة، خاصة بشأن الطائفة الدرزية. لن نتراجع عن مطالبنا بالمصادقة على كافة البيوت المبنية، الغاء كافة الغرامات واوامر الهدم. من جهة أخرى علينا مسؤولية تنظيم شؤوننا من جديد في كافة الأطر الحياتية.