بعد 34 عامًا...قفل مفتاحه الأخير!!

السيد لبيب كيوف يعلن عن إغلاق محله الذي كان بمثابة بيته الثاني
*أزمة الكورونا هي المسبب الرئيسي لاتخاذه القرار الصعب
*قال ل"كل الناس" في حديث مؤثر:أشعر ان جزءًا من جسدي بُتر
*كنتُ مخططًا للعمل حتى آخر يوم في حياتي
حاوره في بيته:منعم حلبي
بعد 34 عامًا من العمل دون انقطاع...بعد 34 عامًا من العطاء والخدمة والمساعدة بدون انتظار مقابل... 34 عامًا كان نبراسه: كل عقدة وإلها لبيب....ولكن، لكل شيء جميل توجد نهاية!.
ازمة الكورونا كانت مسببًا رئيسيًا، والوضع الصحي كان مسببًا ثانيًا، ثانويًا. محلات لبيب كيوف أغلقت ابوابها!.
عام 1987 اتى السيد لبيب كيوف بصنعة جديدة-نادرة في الكرمل: طباعة وتصليح مفاتيح للسيارات والبيوت. لم يكن هناك بيت واحد في الكرمل لم يزر دكانه المتواجد في قريته،عسفيا، خلال هذه السنوات. ولم يعد مواطن واحد من عنده خائبًا للأمل...قمنا بزيارة بيت السيد لبيب هذا الاسبوع، ولمسنا لديه شعورًا من الألم والحسرة جراء اغلاق محله، الذي اعتبره بيته الثاني.
زوجته واولاده حاولوا المساعدة حتى اخر رمق، ولكن الكورونا...الكورونا....
اعادنا السيد لبيب للبدايات...هناك في اوائل سنوات الثمانين، قال:"خلال عملي السابق تعرفتُ على شخص يُدعى:كلوجني. اصر ان يعلمني مهنة طباعة وتصليح المفاتيح، مهنة كانت نادرة في تلك الأيام. قال:إبدأ رويدًا رويدًا..بدأتُ العمل لديه ومن ثم اشتريتُ ماكنة صغيرة وبدأت العمل عليها، بحيث قمت بالتعامل مع كافة انواع المفاتيح في اسرائيل.من هناك بدأ المشوار...".
*كان مشوارًا مثيرًا...شيقًا!
بدون شك!. هذه المهنة بحاجة لمهنية، للكثير من الصبر والدقة في العمل.بحاجة لأعصاب ميتة تمامًا.رأيت في هذا العمل رسالة وخدمة،أكثر من كونها مصلحة تجارية.
*وكيف قررت اتخاذ قرار الاغلاق والاعتزال؟
انا لستُ شابًا(ابن 79 عامًا - نتمنى له العمر المديد)...الوضع الصحي في تراجع معيّن. ولكن بدون شك، ان الكورونا هي السبب الرئيسي لاتخاذي هذا القرار الصعب.
في هذه الفترة اغلقت المحل لعدة اسابيع ، وعندما فتحت، الإقبال كان قليلًا للغاية.
*لم تحصل على مساعدات من قبل الحكومة والمجلس؟
المساعدات شكلية وغير جدية...يجب هنا ان أنوه، انني لم أعلن الإفلاس لا سمح الله. أنا لستُ مدانًا لأحد بشاقل واحد، ولم يرجع لي شيك مرة. الوضع الحالي حتّم علي اتخاذ هذا القرار.
*كنت تخطط للعمل سنوات طويلة بعد؟
طبعا...لم اتوقع ان اصل لهذا الوضع. كان تخطيطي العمل حتى يومي الأخير.
*كيف ترى اوضاع المصالح التجارية في هذه الفترة؟
وضع المصالح في المجتمع العربي بشكل عام سيء للغاية. توجد ضغوطات على المصالح من كافة الجهات: ضرائب على اليمين وعلى اليسار، دفع للإيجار، ضرائب على اللافتات، تضخم في مدفوعات المياه والارنونا وغيرها. الارباح لم تعد موجودة كما كانت في السابق. اليوم، الربح يذهب للضرائب.
*منذ اتخاذ القرار، أتشعر بنقص معيّن؟!
(يحاول منع نفسه من البكاء...) طبعا طبعا...منذ نشر قراري من عبر شبكات التواصل، تنهال الاتصالات من كل حدب وصوب. المصلحة كانت بمثابة بيت دافيء ثانٍ للمواطنين في الكرمل.
اشعر أن جزءًا من جسدي بُتر مني. ولكن هذه سُنة الحياة: لكل شيء جيد توجد نهاية!.
*ابن السيد لبيب، سميح كيوف، مدرب كرة سلة ومدير مدارس كرة السلة في عسفيا، قال خلال اللقاء مع والده:"طلب مني والدي أن أدير المصلحة. حاولتُ لفترة، ولكني لم استطع ان اوفّق بين المصلحة وبين عملي. على كل، نحن نسير في طريق والدي: العطاء بدون حدود، كل ضمن اطار عمله".
زوجة السيد لبيب رافقته طيلة السنوات الاخيرة في المحل واكدت، ان زوجها كان معطاءً بلا حدود، أحب عمله لابعد الحدود.
هذه عيّنة واحدة من عينات كثر لحالات في الكرمل وفي المجتمع العربي، لا يتم إلقاء الضوء عليها في الاعلام العبري.
جائحة/أزمة/مؤامرة الكورونا لا تفرق بين شخص واخر، بين صاحب مصلحة واخر.
بعد 34 عامًا، قُفل المفتاح!.