تراجيديا سمير عنتر:هل ستُعلِّمنا الدرس؟!!

فقدت دالية الكرمل،بل الكرمل بأسره، احد الشباب الواعدين، المحبوبين، الرزينين الذي نشأ في احضان مجتمع لا يعرف للرحمة معنى: سمير عنتر حلبي، 51 عامًا، توفى في ظروف تراجيدية في بيته، بحيث لم يستطع التحمل اكثر!.
سمير وقع ضحية للظاهرة التي نعلم بوجودها، ونتغاضى عنها: السوق السوداء!.
سمير كان مديرا لمطعم ابو عنتر سنوات طويلة وبنجاح، من ثم افتتح مطعما مستقلا تحت بيته في حارة الشيكونات، الذي حصد نجاحا باهرا ايضا، لكنه وبرغم هذا النجاح، تورط في ديون لها اول ولا يوجد لها اخر. برغم محاولات العائلة نشله من هذه الورطة، الا انهم لم ينجحوا في ذلك!.
الديون تراكمت وتراكمت، السوق السوداء ضغطت وضغطت، والنهاية كانت تراجيدية لابعد ما يمكن ان يتصوره عقل.
عرفتُ سمير منذ سنوات، وربطتني به علاقة صداقة قوية. كان انسانا اجتماعيا لابعد الحدود، احب العطاء، فأحبه الجميع.
تورُّط سمير المادي يعبّر عن وضع مجتمعنا الحقيقي: هناك العشرات، ولربما المئات، المتورطين اقتصاديا ولجأوا جراء ذلك للسوق السوداء. من هناك، صعب للغاية الخروج مرة اخرى للنور. يجب معالجة هذه القضية من جذورها.
على المؤسسات ان تعمل مع الشرطة لقمع ما يحدث في الكرمل(ظاهرة منتشرة في المجتمع العربي!).
سمير خسارة كبيرة لعائلته ولمجتمعه، خسارة لا تعوض.
نتمنى ان لا نرى امثلة اخرى مشابهة وان يُشفى مجتمعنا من الازمة التي حلت به في السنوات الاخيرة.
الاهم:الا نتغاضى اكثر عن وضعنا الحقيقي والا نقول:هذا لن يحدث لي.
سمير اكبر مثال، ان ذلك ممكن ان يحدث في افضل العائلات!!.