سياسة الاحتلال/ منعم حلبي

قرار نتنياهو والحكومة الفاشية احتلال غزة بالكامل لم تفاجيء أحدًا. هذه الحكومة تعمل على "احتلال" الديمقراطية، من خلال العمل على الإطاحة بكل مؤسسة او شخصية تقف ضد قراراتها التعسفية والعنصرية: تقف ضد جهاز القضاء، ضد المحكمة العليا، ضد المستشارة القضائية للحكومة، ضد شخصيات تعارض مواقفها الديكتاتورية.

ليس صدفة يقف العالم اليوم ضد إسرائيل..ليس صدفة تقف المؤسسات الداعمة لحقوق الانسان في العالم ضد الدولة والحكومة والجيش الإسرائيلي.

إسرائيل مُحتلة لقطاع غزة أصلاً منذ عشرات السنين، تحاصر أهلها، تمنع منهم التحرك بحرية، تهين كراماتهم وانسانيتهم. الحصار الإسرائيلي يؤدي لبناء مخيمات فيها ظروف عيش غير إنسانية لمئات الاف المواطنين في القطاع.

القرار الذي تنوي الحكومة اتخاذه باحتلال قطاع غزة هو امتداد لسياسة "الاحتلال" التي تخطّر مستقبل الدولة: احتلال الفكر واحتلال الحريات واحتلال حقوق الإنسان.

التعامل التعسفي مع الأقليات داخل نطاق الدولة.

التدهور الأخلاقي لهذه الحكومة تخطى كافة الخطوط الحمراء.

التدهور في كافة مناحي الحياة، يخطّر استمرار التعايش اليهودي-العربي في البلاد، يطمس حقوق الفرد بصورة تجعل من الحياة في البلاد شبه مستحيلة.

الدولة اليهودية أقيمت على انقاض المناطق والبيوت والممتلكات الفلسطينية في سنوات الأربعين من القرن الماضي. هذا الاحتلال مستمر ويتوسّع جراء دخول عناصر فاشية للحكومة وجراء التهديد الذي يعترض طريق عائلة نتنياهو في البقاء على دفة الحكم. جاءت احداث السابع من اوكتوبر لتشرعن قتل مئات الاف الأبرياء من أطفال ونساء ورجال لا شبق لهم ولا عبق في هذه القضية وفي الصراع العربي- اليهودي.

في هذه الحقبة الزمنية الحساسة، وفي خضم احداث السويداء الدامية والتقلبات في دول الشرق الأوسط، نتوخى ونطلب من أبناء جلدتنا ومن أبناء مجتمعنا ان يتخذوا العقل والقلب نبراسًا لهم والا ينجروا وراء سياسات الحكومة المُدمرة، التي تعمل على مدار الساعة من اجل تفريقنا ومن اجل توسيع الهُوة بيننا وبين أبناء جلدتنا.

تذكروا، ان الحياة دولاب، وان وان الأمور لن تبقى على حالها. لننظر بتروي على حيثيات الأمور ولنتخذ الوسطية في التصرف والكتابة، ولنبتعد عن التطرف الذي يهدد كياننا في هذه المنطقة.