أولادنا كبش فداء جراء تقصير المسؤولين!/ كلمة كل الناس- منعم حلبي

مئات آلاف من طلابنا خرجوا للعطلة الصيفية هذا الأسبوع. هذه العطلة هي بمثابة "لُغم" امام مجتمعنا، خاصة في ظل مؤامرة الكورونا غير المنتهية.
نحن مجتمع يعتمد، في السنوات الأخيرة خاصة، على المظاهر وشوفوني يا ناس، ويسافر دون وعي لكافة ارجاء العالم. الكورونا قيّدت العائلات، وماذا سيكون البديل؟!.
جراء تحضيري للتقرير بصدد العطلة الصيفية، التي يجب أن تقتصر مستقبلًا على نصف المدة كأقصى حد، اكتشفتُ الفوارق الهائلة بين آليات مجالسنا ومراكزنا الثقافية وبين آليات المجالس والمراكز الثقافية في المدن اليهودية، بحيث توجد فروقات شاسعة في الأطر الثقافية والتربوية وبين اليات العمل والاستجابة لاحتياجات الأولاد والشبيبة.
يظهر مليًا، ان مؤسساتنا "فقيرة" بهذا الصدد لحد الإعجاز.
هذه فترة تحديات غير بسيطة، بحيث لا يجد شبابنا الأطر الملائمة لملء ساعات الفراغ، وهذا مؤشر ممكن أن يؤدي لانحرافات اجتماعية خطيرة!.
السؤال: لماذا علينا كأهل ان نرضى بهذا الواقع وماذا نفعل أساسًا لتغييره؟!.
نحن ندفع مستحقاتنا الباهظة من ضرائب للأرنونا، التي ترتفع بين الفينة والأخرى، ولسائر الضرائب المفروضة علينا، وعلى ماذا نحصل بالمقابل؟!.
حتى الخدمات الأساسية تكاد تكون معدومة، وكل ذلك في ظل التعيينات السياسية للمقربين وللأقرباء، الذين يحضرون للمجلس، يوقعون "الكرت" ولا يقومون بواجبهم!.
هكذا نحن: مجتمع يخضع للقوي، للعائلية السياسية، حتى لو جاء ذلك على حسابنا وعلى حساب أولادنا.
العطلة الصيفية هي المنظار الحقيقي لواقعنا الأليم.
العالم يتقدم ويتطور مع مر العصور، ونحن نسير بعكس التيار: دائمًا للوراء.
ذكرتُ خلال التقرير الخاص بالعطلة وبتقصير المؤسسات، الماضي الجميل،منذ حوالي 30 عامًا، بحيث عجّت بلدنا بالمخيمات الصيفية وبمباريات كرة القدم المصغرة، التي لمّت وجمعت المئات من سكان القرية على طبق واحد.
واليوم؟!. جمهور الكرة غائب عن المدرجات، برغم صعود هنا وهناك!.
المخيمات الصيفية معدومة، والبديل، إقامة "مخيم صيفي" داخل جدران المدارس، بدعم ومبادرة وزارة المعارف....
ليس صدفة رؤية الشباب في الشوارع بدون هدف.
ليس صدفة زيادة ظواهر العنف المختلفة في فترة العطلة الصيفية.
أين نوادي الشبيبة؟ أين الدورات؟ أين الفعاليات؟ اين وأين واين؟!.
لا يكفي ان نختار "مرشح العيلة"، يجب أن نراقب وننتقد عمله ونرى تقصيراته تجاه مجتمعه وتجاه جيل الغد.
لا يُعقل استمرار عدم المبالاة التي تميّز مجتمعنا!.
نحن نستثمر دم قلبنا لأجل أولادنا ونريد لهم حياة على اعلى المستويات.
ولكن، عندما ترى مجالس محلية جل همها التوظيفات والتعيينات السياسية غير المهنية، لا ترى النور في الأفق!.
حان اوان التغيير، تغيير المفاهيم اولًا، وتغيير الواقع ثانيًا.
عندما نبني مجتمعًا صحيًا، يختار الشخص المناسب في المكان المناسب، سنعرف كيف نطالب بحقوقنا، سنعرف كيف سنواجه المؤسسات في قضايا الارض والمسكن، سنعرف كيف نطالب بالميزانيات، كيف نقود مظاهرات من أجل تحصل الحقوق المهضومة.
استمرار الواقع الحالي لا يبشر خيرًا، وعلينا ان ننتفض لتغييره بأسرع وقت ممكن.
برغم ما ذُكر أعلاه، أتمنى للجميع عطلة مُجدية وسعيدة!.