ازدهار رياضي عسفاوي....وانهيار ديلاوي!!

نشرنا مئات المرات في السابق عن أهمية ا
لعمل مع الجيل الناشيء في مجال الرياضة والتربية والتعليم وفي كافة مجالات الحياة.
يقولون، ان السنوات الأولى من حياة الإنسان أهم سنوات، تحدد له مصيره وإنجازاته.
بعد أن قرأتُ عدة دراسات علمية محلية وعالمية، العمل لاجل إنجاح مجتمع، هو العمل المهني من جيل الطفولة، لذلك تخصص المجتمعات الراقية والمتحضرة والواعية خيرة الخامات والطاقات لهذه الأجيال:افضل مدربي كرة القدم يدربون جيل الطفولة والاشبال والشبيبة في العالم.
افضل المدرسين المختصين يدرسون في المدارس الابتدائية.
لدينا، يستهترون بهذا الجيل ويعتقدون ان القفزة النوعية ستأتي من جيل الكبار. هذا لم ولن يحدث!!.
عندما تقوم ببناء بيت، تبدأ من الأساس. اذا كان الأساس متينًا، يبنى البيت بصورة صحيحة ومتينة، والعكس صحيح:قاعدة متأرجحة تعني ان البيت سينهار لا محالة!!.
في دراسة بسيطة لوضع الرياضة في قريتي الكرمل-عسفيا ودالية الكرمل- تظهر صورة لم نشهد مثلها من قبل: عسفيا عملت واجتهدت واستثمرت في جيل الصغار، ودالية الكرمل بقيت في الوراء!!.
انظروا للارقام والمعطيات عام 2021:
عسفيا سجلت في الاتحاد العام لكرة القدم 10 فرق: فريق الكبار(مكابي عسفيا) و9 فرق اشبال حتى أولاد:
اشبال أ، اشبال ب، اشبال ج، أولاد أ وب وج(فريقان)، براعم أ وب.
دالية الكرمل بالمقابل سجلت فريق الكبار-هبوعيل دالية الكرمل وفريق اشبال ج فقط!.
فرق الأولاد أ وب وج سجلوا في الاتحاد لكن هذه الفرق لم تفتتح الدوري!.
لذلك تم حل هذه الفرق والدالية ستدفع غرامة جراء ذلك.
يتدرب في عسفيا حوالي 180 لاعبًا صغير السن، منهم وانتبهوا جيدا: حوالي 80 لاعبا من دالية الكرمل!!!.
الأهالي في دالية الكرمل(وانا منهم!) لم يجدوا اطرًا ملائمة لأولادهم في القرية، خاصة اطر الاشتراك في الدوري للصغار، وفضلوا نقل أولادهم للجارة من عسفيا.
هذا ناهيك عن وجود عشرات اللاعبين صغار السن من دالية الكرمل يصولون ويجولون في نيشر، طوبروك، نفي يوسف، مكابي وهبوعيل حيفا وحتى في يكنعام.
يقود مدارس كرة القدم في عسفيا مهران لالا، بركات وهب وعميد هلون. يدرب الفرق خيرة المدربين، قسم منهم أيضا من الجارة دالية الكرمل: النجم السابق وسام عيسمي، لاعب المعين السابق حسون وجدي حسون، ودرب في السابق أيضا صفا حمود نصر الدين لاعب مكابي دالية الكرمل سابقًا.
اذًا، غالبية الطاقات الكروية، من مدربين ولاعبين ديلاويين، يجدون انفسهم في إطار مدارس كرة القدم في عسفيا.
لماذا نذهب بعيدًا: مدرب ومساعد مدرب فريق مكابي عسفيا للكبار في الدرجة الثانية، من دالية الكرمل!(أسامة مريح وفيصل مجدوب).
كيف حدث ذلك؟!.
كيف انهارت دالية الكرمل كرويًا ورياضيًا بهذه الصورة وكيف نهضت عسفيا بأولادها بهذه الصورة؟!.
للنزاهة والموضوعية نقول، انه توجد في دالية الكرمل مبادرات شخصية: مدرسة كرة القدم بإدارة معاد نصر الدين وفايد حسون، ومدرسة كرة القدم بإدارة حسان حلبي.
هذه المبادرات شخصية كما ذكرت، واللاعبون لا يجدون إطارًا يأويهم بعد جيل 12 و13 عامًا، جراء عدم وجود فرق تحت اسم هبوعيل الدالية في الاتحاد العام لكرة القدم.
اللاعبون يبحثون عن التقدم والوصول مستقبلًا لفرق الكبار.
في دالية الكرمل يوجد فريق واحد مهيأ للدوري من الصغار وبصعوبة!.
كيف حدث ذلك؟ كيف "هربت" وهجرت الخامات الكروية دالية الكرمل بهذه الصورة؟!.
ما هي مسؤولية إدارة فريق الكبار من الذي يحدث؟!.
ما هي مسؤولية المجلس المحلي؟!.
فريق المعين تأسس قبل أكثر من 50 عامًا وكان من المفروض ان يكون امبراطورية كروية تحوي في طياتها مئات اللاعبين من الشباب حتى جيل الأولاد.
رعاية قسم الشبيبة بحاجة لأشخاص مهنيين واكفاء وذوي خبرة في مجال كرة القدم.
الاهل يدفعون رسوم الاشتراك السنوي، وإدارة هذا القسم ليست بحاجة لدعم مؤسساتي من ناحية مادية.
بالإضافة لاشتراك الأهالي، يوجد دعم مادي لكل فريق من قبل وزارة الثقافة والرياضة قدره 15000 شاقل سنويًا للفريق الواحد!.
هذا يعني: ان عسفيا تحصل على قرابة 150000 شاقل سنويًا فقط من خلال هذا الدعم!.
مكابي دالية الكرمل اقامت في السابق مضلة رائعة من فرق شبيبة حتى أولاد، بحيث صال وجال في ملعب دالية الكرمل مئات اللاعبين. بعد حل الفريق، حلت كافة فرق الصغار واللاعبون وجدوا مضلة أخرى كما ذكرنا خارج الدالية.
ما العمل؟!
دالية الكرمل بحاجة لشخصية، او شخصيات مهنية، غير مسيسة، تعيد هيكلة وتنظيم أقسام الشبيبة والاشبال والأولاد.
يجب إعادة ثقة الأهالي بالجهاز الرياضي.
بدون شك، ان الفشل ذريع، يبدأ من المجلس المحلي ويصل مباشرة لإدارة فريق هبوعيل!.
توجد في دالية الكرمل خامات كروية لا تقل عن افضل مدينة في البلاد.
في الدرجة الأولى، في عام صعود الفريق للقطرية، لعب في صفوف الفريق 8 لاعبين ديلاويين في التركيب الأول!!.
بدون شك، ان السياسة التي تغلغلت في شؤون كرة القدم والرياضة، مثلما تتغلغل في مجال التربية والتعليم والثقافة وووو قضت على الرياضة في القرية!!.
عسفيا الجارة تقطف ثمار هذا الدمار الرياضي في القرية المجاورة، ويقطفونها بصورة رائعة، مع عمل مهني ودؤوب!.
المنشآت في عسفيا افضل، الأجواء افضل، الاستثمار اكثر بكثير منه في دالية الكرمل.
كفانا حديثًا عن صعود فريق الكبار درجة.
ما الفرق بين الدرجة الثالثة والثانية وحتى الأولى؟!.
المهم هو الاستثمار في الأساس، في جيل الصغار، منه تستطيع قطف الثمار، ناهيك عن ابعاد هؤلاء الشباب عن افات المجتمع السلبية!.
فلتتعلم دالية الكرمل من عسفيا ولتعيد هيبة الرياضة لأكبر قرية درزية في البلاد!!.