زمن الغفلة...../ منعم حلبي

في حين تهدد-ولربما ستجسد هذا التهديد الى ارض الواقع- روسيا في غزو أوكرانيا، تهدد أمريكا انها ستفرض عقوبات اقتصادية واسعة على روسيا. انضمت اليها عدة دول أوروبية، مثل تركيا وغيرها.
في نفس الوقت، تضرب إسرائيل مرة أخرى سوريا، بحيث ترمي القنابل على منطقة القنيطرة وتؤدي لاصابات الأبرياء. وماذا تفعل الدول الحليفة لإسرائيل، أمريكا وسائر الدول الأوروبية؟ تملأ فاها ماء، تماما كما فعلت خلال الهجمات المسعورة التي تقوم بها إسرائيل على سوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
في حين يقول بوتين، رئيس روسيا، انه يريد الحفاظ على سيادة بلاده، تُفرض عليه عقوبات اقتصادية وغيرها.
عندما تقول إسرائيل، انها تريد المحافظة على سيادتها في المنطقة، المنطقة التي قامت باحتلالها بالقوة عام 1948، تُقابَل هذه التصريحات باللا مبالاة من قبل أمريكا. نفس أمريكا التي ضربت اليابان في حينه وشوّهت وجوه واجساد ملايين الأبرياء في هوروشيما وناكازاكي، نفس أمريكا التي قتلت مليون عراقي دون ان يرف لها جفن، نفس أمريكا التي تسببت في أزمات إنسانية لا تُعد ولا تُحصى في السنوات الأخيرة، تتحدث الان عن الإنسانية...ليكن واضحًا للجميع:نحن ضد الحروبات وضد ان تراق دماء الأبرياء.
من جهة أخرى، لا يمكن ان نتقبل هذه المسرحيات الديماغوغية التي تقوم بها أمريكا وإسرائيل، من خلال تمثيلها على العالم.
من قام باحتلال شعب اخر، من قتل وهجّر مئات الاف الأبرياء من بيوتهم، قتل النساء والأطفال، لا يحق له التحدث عن الإنسانية.
نحن نعيش المسرحيات اليومية ليس من خلال تصريحات الدول العظمى والصغرى فحسب، بل من خلال حياتنا اليومية ومن خلال الاستماع الى "القيادات" التي تمثل علينا بدلا من ان تمثلنا، ان كان في السلطات المحلية او في البرلمان.
نرى المسرحيات التي أضحت تراجيديا حقيقية، ولا نكاد نصدق.
في القرن الحادي والعشرين، بحيث اضحى الوصول للفضاء امرًا اعتياديًا، ما زلنا نتحدث عن "إنجازات" وهمية، تتمخض بتعبيد شارع هنا وهناك وربط بيوتنا بشبكة الكهرباء.
فعلًا، ان شر البلية ما يُبكي.
قاموا بتأطير احلامنا وطموحاتنا تمامًا...ولا تكاد تسمع نقدًا ولا صوتًا يقول للغلط غلط بعينه!.
كله عمَّك خالَك...المهم المصلحة الشخصية، المهم توظيف قريبي، المهم الكرسي...وتضرب البلد!.
الوضع شبه ميؤوس منه، فلا تسمع صوت مثقف ولا متعلم ولا اكاديمي. وكأن على رؤوسهم الطير، وكأنه تم تخديرهم تمامًا لمدة من الزمن...هل سيصحو هؤلاء بعد سنوات من الغفلة؟!!.