كلنا في خندق واحد/ كلمة منعم حلبي

جراء الاحداث الأخيرة في السويداء، رأيتُ من عبر صفحات الفيس بوك وسائر شبكات التواصل الاجتماعي انقلابًا فكريًا وعقائديًا لدى الكثير من المفكرين والمثقفين من أبناء المجتمع المعروفي في البلاد وخارجها.
تمامًا كما حدث بعد السابع من أكتوبر قبل عامين في قطاع غزة، بحيث قُلبت اراء "اليساريين" اليهود رأسًا على عقب، وأضحوا يمينيّ التفكير والايديولوجيا.
انا، وبعكس هؤلاء من هنا وهناك، اؤمن ان ما حدث في السابع من أكتوبر وما حدث في السويداء وفي غيرها من المناطق الشرق أوسطية، لم يحدث محض الصدفة.
اولًا، ندين جملة وتفصيلًا ومن عبر كافة منابرنا عمليات قتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، في غزة وفي إسرائيل وفي السويداء وفي ايران وفي كافة دول العالم.
ثانيًا، يبدو جليًا، انه توجد مخططات في الشرق الأوسط، هدفها الاستيلاء والاحتلال والتوسع والسيطرة على الموارد والثروات من جهة، خلط الأوراق من جهة أخرى، وزرع الفتن من جهة ثالثة.
توجد ميليشيات مسلحة في الشرق، تعمل مرتزقة مقابل المال، تقتل وتحرق وتنهب، لصالح من يدفع اكثر.
هدف استخدام هذه الميليشيات، قسم منها من شرق أوروبا ومن افريقيا ومن مناطق أخرى، خلط الأوراق وخلط الحابل بالنابل، بالضبط للوصول للهدف المنشود، وهو زرع الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد في كل مكان.
من يقف وراء ما يحدث؟!.
انظروا من حولكم من هو الرابح من كافة الاحداث الدموية في شرقنا الحبيب، ستجدون الإجابة.
هذه الاحداث لا تزحزح ارائي وايماني وموقفي الى جانب المظلومين الذين يدفعون دائمًا الثمن جراء ظلم الشعوب وانتهاك الحقوق والكرامات من اجل مرض وحب السيطرة والاحتلال والقتل والدمار.
هذه الاحداث لا تغيّر وجهة نظري، اننا شعب واحد، قضايانا ومشاكلنا واحدة.
هذه الأحداث لا تغيّر نظرتي حول الاحتلال وحول الحقوق المهضومة للشعب الفلسطيني الذي يستحق دولة مستقلة، والحقوق المهضومة لشعبي واهلي(48) الذين يعانون يوميًا من هاجس الحقد والعنصرية والملاحقة من قبل حكومات متعاقبة، متطرفة، عنصرية.
كلنا في خندق واحد، وعلينا الا نفقد ايماننا وبصيرتنا، بسبب مخططات جهنمية تقوم بها شعوب لا تخاف الله ولا عبيده.
نحن ضد الحرب، ضد الظلم، ضد الإرهاب، ضد القتل بأمر واسم الدين. لا دين يأمر بالقتل.
لو سارت البشرية وفق ما هو مكتوب في الديانات السماوية، لكانت الدنيا بألف خير.
حان الأوان أن تطالب البشرية بالعدل الإنساني. ليس صدفة تقف غالبية دول العالم ضد إسرائيل وما تقوم به في غزة. ليس صدفة وقف العالم ضد العمل الذي قامت به العشائر مدعومة بالنظام السوري في السويداء.
يجب ان تجتمع دول العالم وان تقرر نبذ كل دولة تقوم باحتلال شعب اخر وبقتل الأبرياء.