kolanas - 2025-08-03 08:25:28 -
لم تكن أحداث السويداء الأخيرة مفاجِئة للمتابعين بعين العقل والبصيرة، بل كانت نتيجة متراكمة لمسار طويل من التصلب، وانعدام الثقة، والانغلاق على الرأي الواحد. ما حدث لم يكن بحاجة إلى التنبؤ، بل إلى شجاعة في تسمية الأمور بمسمياتها، بعيدا عن التقديس الأعمى لزعامات غابت عنها الحكمة وسقطت في فخ الغرور والانفصال عن الواقع.
السؤال الذي يؤلم: هل كان بالإمكان تجنب هذه المجزرة؟ هل كان يمكن إنقاذ الأرواح من الطرفين لو فُتح باب الثقة والحوار قبل أن تُفتح أبواب النار؟ قد تعود جذور الأزمة إلى اللحظة التي قرر فيها الشيخ حكمت الهجري عدم السماح لعناصر "الهيئة" ومنعهم من دخول السويداء، تحت مبررات الحفاظ على أمن الجبل، والدعوة إلى حكم لا مركزي. لكن التصعيد لم يتوقف عند ذلك الحد، بل تصاعدت المواقف إلى حد القطيعة الكاملة، وبلغت التصريحات منسوبا غير مسبوق من التوتر، حين وصف الشيخ الهجري الحكومة بالإرهاب، مغلقا الباب أمام أي أفق للتسوية.
في بلدٍ مزقته الصراعات، كان لتلك الكلمات وقع الصاعقة، وأثارت ردود فعل عدائية تخطت الخلاف السياسي، وطالت مجتمعا بأكمله، هكذا وجدت السويداء نفسها مرة أخرى في قلب النار، لكن هذه المرة وحدها، تواجه آلة عسكرية مدججة بالكراهية، ومسنودة بعصابات ترى أيضا في المدنيين العزل أعداء.
لقد تحول الهجوم على السويداء إلى ما هو أبعد من مجرد معركة، حتى هؤلاء الذين لا يؤيدون الشيخ الهجري وجدوا أنفسهم في معركة بقاء، الهجمات العشوائية وقتل المدنيين والنهب والدمار الذي خلفته الحملة، كشفت عن نوايا الجيش المبيتة، حملة انتقامية بمؤازرة العشائر يُراد منها إبادة قسم كبير من الدروز واذلال من تبقى.
لم يعد الصراع محصورا بين فصائل، بل بات مواجهة بين إرادة البقاء وبين عقلية استئصالية لا تختلف في جوهرها عن أسوأ ما شهدناه من جماعات متطرفة، إذ أثبت الجيش السوري، ومن خلفه أنه لا يملك سوى منطق القتل والارهاب، دون اكتراث لما تبقى من روابط وطنية أو إنسانية.
لكن رغم هذه الصورة القاتمة، يبقى السؤال الأهم: هل من الحكمة أن تستمر السويداء في طريق القطيعة والمواجهة المفتوحة؟ هل يدفع الجبل اليوم ثمن الانعزال، والمبالغة في رفع سقف الخطاب دون بدائل واقعية؟ أم أن الخطأ مشترك، تتحمله الحكومة، كما تتحمله الزعامات المحلية التي أغلقت أبواب الحوار؟
لقد كان الدروز، عبر عقود طويلة، شركاء في بناء سوريا، وحملة مشاعل للكرامة، لكن اليوم، ولمشاكل منها مفتعل ومنها كان بالإمكان حلها، أصبح الجبل عُرضة لنظرات عدائية من أبناء الوطن، الذين لطالما اعتبروا السويداء أقرب إليهم من أي طرف آخر، فمن المسؤول عن هذا التحول؟ النظام الذي لم يتورع عن معاقبة طائفة بكاملها؟ أم الزعامات التي اختارت العزلة على الانخراط؟ أم أن الجميع شركاء في صناعة هذا المصير المتعثر؟.
ورغم هذا الخراب، تبقى هناك نافذة أمل، فالأوطان لا تُبنى بالشعارات ولا بالصراخ، بل بالحكمة، والقدرة على مراجعة الذات. السويداء لم تنتصر، كذلك الجيش والعشائر لم ينتصروا، النصر يكون حين يُفضي إلى حوار حقيقي، يُعيد للجبل دوره الطبيعي كرمز للتعايش لا ساحة للصراع.
في كل جرح فرصة للشفاء، وفي كل كارثة فرصة للوعي، ولعل ما حدث يكون جرس إنذار قبل الهاوية، فالقادة الحقيقيون ليسوا أولئك الذين يجرون الناس إلى الحرب، بل من يجنبون شعوبهم ويلاتها، رغم قبح العدوان، لعل ما حدث كان خيرا للسويداء، لو كان هؤلاء الحثالة قد دخلوا بكرههم وحقدهم "باتفاق" بعد سقوط نظام بشا الأسد وتمركزوا في مواقع حساسة في الجبل، كان من المحتمل أن يفتعلوا أزمة مع أهل الجبل ويحققوا أهدافهم المبيتة. وعندها ستكون المصيبة كارثية.
ليتنا نتعلم من هذه اللحظة، وننحاز للعقل فالعناد لا يبني، والمغالاة لا تصنع كرامة، وبالحقد لا يتحقق انتصار، وحده الإنصات لمعاناة الناس هو البداية الحقيقية للعيش بسلام.
جراء الاحداث الأخيرة في السويداء، رأيتُ من عبر صفحات الفيس بوك وسائر شبكات التواصل الاجتماعي انقلابًا فكريًا وعقائديًا لدى الكثير من المفكرين والمثقفين من أبناء المجتمع المعروفي...
الناصرة | 28.51° - 29.81° | ![]() |
حيفا | 30.52° - 31.83° | ![]() |
القدس | 26.18° - 28.4° | ![]() |
يافا | ° - ° | ![]() |
عكا | 30.97° - 32.27° | ![]() |
رام الله | 26.11° - 28.33° | ![]() |
بئر السبع | 32.32° - 32.32° | ![]() |
طمرة | 30.16° - 31.47° | ![]() |
دولار امريكي | 3.532 |
![]() |
جنيه استرليني | 4.9821 |
![]() |
ين ياباني 100 | 3.2976 |
![]() |
اليورو | 4.3352 |
![]() |
دولار استرالي | 2.7053 |
![]() |
دولار كندي | 2.7595 |
![]() |
كرون دينيماركي | 0.5822 |
![]() |
كرون نرويجي | 0.4520 |
![]() |
راوند افريقي | 0.2911 |
![]() |
كرون سويدي | 0.4211 |
![]() |
فرنك سويسري | 3.6777 |
![]() |
دينار اردني | 4.9780 |
![]() |
ليرة لبناني 10 | 0.0233 |
![]() |
جنيه مصري | 0.1997 |
![]() |
من المسؤول عن الفشل الثقافي في دالية الكرمل؟بقلم: انيس نصر الدينحقيقةً لا أدري ماذا يحدث في قسم الثقافة والتربية في مجلس دالية الكرمل:⚫️ صفر فعاليات في عيد الأضحى المبارك⚫️صفر...
لم تكن أحداث السويداء الأخيرة مفاجِئة للمتابعين بعين العقل والبصيرة، بل كانت نتيجة متراكمة لمسار طويل من التصلب، وانعدام الثقة، والانغلاق على الرأي الواحد. ما حدث لم يكن بحاجة...