وزارة الدفاع السورية تبدأ نشر قواتها بالسويداء بعد اشتباكات أوقعت 40 قتيلا

بدأت وزارة الدفاع السورية، الإثنين، نشر قواتها في محافظة السويداء جنوب البلاد، بعد اشتباكات دامية شهدتها محافظة السويداء، أودت بحياة 40 شخصا وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتأتي هذه الاشتباكات لتعيد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات الانتقالية في سورية، والتي ما زالت تكافح من أجل بسط الأمن والسيطرة، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وكانت أحداث عنف مماثلة قد شهدتها بعض المناطق في الساحل السوري في آذار/مارس، ووقعت اشتباكات أخرى بين مسلحين دروز وقوات الأمن قرب دمشق في نيسان/أبريل.

ولا تزال الاشتباكات مستمرة في بعض قرى ريف السويداء الغربي، حيث سقط 40 قتيلا بينهم 27 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، بالإضافة إلى 3 أشخاص مجهولي الهوية، ونحو 50 جريحا، بحسب المرصد السوري.

وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الاشتباكات أسفرت عن أكثر من 30 قتيلا وحوالي 100 جريح.

وعقب الأحداث، أعلنت وزارة الدفاع بدء نشر وحدات عسكرية متخصصة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بهدف فض الاشتباكات وفرض الأمن، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين.

ووفقا للمرصد، اندلعت الاشتباكات يوم السبت إثر اختطاف تاجر خضار من الطائفة الدرزية على يد مسلحين من عشائر البدو الذين نصبوا حواجز على طريق السويداء – دمشق، ما تطور إلى عمليات خطف متبادلة.

وتم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين مساء الأحد، لكن التوترات مستمرة منذ اندلاع اشتباكات مماثلة في أبريل بين مسلحين وقوات الأمن في مناطق قريبة من دمشق وفي السويداء، شارك فيها مسلحون من عشائر بدوية.

وأدت تلك الاشتباكات السابقة إلى مقتل 119 شخصًا على الأقل، منهم مسلحون دروز وقوات أمن، وأسفرت عن اتفاقات تهدئة بين ممثلي الحكومة وأعيان الطائفة الدرزية.

ومنذ أيار/مايو، يتولى مسلحون من الدروز إدارة الأمن في السويداء بموجب اتفاق محلي، بينما تنتشر في ريف المحافظة مسلحون من عشائر البدو.

وأشارت وزارة الدفاع إلى أن "الفراغ المؤسساتي" المصاحب للاشتباكات ساهم في تفاقم الفوضى وعرقل التدخل الأمني الرسمي، مما صعب جهود التهدئة.

بدوره، قال وزير الداخلية السوري أنس خطاب في منشور عبر "إكس" إن غياب مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية هو السبب الرئيسي للتوترات، مؤكدا أن الحل يكمن في فرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات لضمان السلم الأهلي.

كما أعلنت وزارة الداخلية بدء نشر قواتها بالتنسيق مع وزارة الدفاع، مشيرة إلى أن الاشتباكات وقعت على خلفية توترات متراكمة.

ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى ضبط النفس والحوار، مشيدا بجهود الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ومؤكدا على حماية الدولة للمواطنين.

وحثت قيادات روحية درزية على الهدوء، وطالبت السلطات بالتدخل السريع