النضال المستميت والنضال المُجمَّد/ منعم حلبي

تابعنا الأسبوع الفائت الخطاب "الثوري" الذي قام بإلقائه رئيس دولة إسرائيل إسحاق هرتسوغ امام الكونغريس في الولايات المتحدة، بحيث تباهى أن دولة إسرائيل هي "ديمقراطية ويهودية" وان الدولة "تعمل بمساواة تامة بين كافة افرادها"...بالطبع، كل إنسان يملك عقلًا نيّرًا يعرف الحقيقة الدامغة، وهي ان الدولة ليست ديمقراطية ولا تتعامل بإنصاف وعدل ومساواة مع المجتمع العربي.
بموازاة مع النضال اليهودي المستميت للأسبوع ال30 ضد محاولات الحكومة اليمينية العنصرية إجراء انقلابات في جهاز القضاء، كل ذلك لأجل شرعنة بقاء نتنياهو على دكة الحكم، وشرعنة عودة رئيس شاس ارييه درعي للحكومة ولوزارة الداخلية ولشرعنة القوانين العنصرية والفساد، مما سيجعل من الدولة اكثر ديكتاتورية، نرى جمودًا في النضالات المعروفية ضد مشاريع مصادرة أراضينا وضد استمرار الإجحاف بحقنا، من خلال الغرامات وأوامر الهدم المستمرة ضد أبناء مجتمعنا.
السؤال: أين القيادات المعروفية تجاه ما يحدث وأين الخطابات النارية الرنانة التي استمعنا اليها قبل قرابة الشهر؟!.
سياسة تنفيس النضال التي تنتهجها الدولة معنا، يجب أن تُقابَل بوعي تام، وعلى قادة النضال الشعبي العودة للميدان وللضغوطات على القيادات لتحريك الأمور من جديد. قضية الجولان غير محلولة وقضايا الأرض والمسكن غير محلولة كذلك.
الأوضاع من سيء لأسوأ وشبابنا لا يستطيعون البناء على أراضيهم الخاصة، بحيث انه ووفق الأرقام التي بحوزتنا، يوجد انخفاض غير مسبوق في عدد البيوت الجديدة التي أنشِئت في مجتمعنا في الجليل وفي الكرمل خاصة في السنوات الأخيرة.
النضال الشعبي الإسرائيلي ضد محاولات إضعاف القضاء وتعزيز مكانة رجال السياسة، يجب أن يكون درسًا لمجتمعنا في كيفية قيادة نضالات مع نفَس طويل حتى النهاية وحتى إيجاد حلول فعلية جذرية للقضايا المستعصية.
مع اقتراب الانتخابات للمجالس المحلية، نرى وجوهًا جديدة ووجوهًا جديدة قديمة ترشح نفسها لرئاسة المجالس. هذه فرصة للمرشحين ان يقولوا كلمتهم تجاه ما يحدث من قضايا عالقة، خاصة في قضية التخطيط والبناء، وان يثبتوا انهم جاءوا بهدف التغيير وليس التبديل.
مجتمعنا لا يحتمل اكثر الأوضاع الراهنة. القضية ليست سهلة والأمور تزدادُ تعقيدًا.
نحن بحاجة لقيادات لا تعمل الا لله حسابًا. سئمنا مسؤولين مجرد موظفين لدى مؤسسات الدولة، يعملون ضد مصلحة مجتمعهم، لأجل غرضاء الجلاد ولأجل البقاء على الكرسي!.