عودة فلذات أكبادنا للمدارس: التطلعات في جهة والواقع في جهة أخرى!

اليوم عاد طلابنا، فلذات اكبادنا(إذا لم يتم الإعلان عن تشويشات واضرابات اعتيادية مثلما يحدث في كل عام....) الى مقاعد الدراسة.
مئات الاف من الطلاب العرب على مختلف طوائفهم ومذاهبهم سيؤمون هذه المقاعد من الروضات ولغاية الصفوف الثانوية، مع تطلعات وامال بوصولهم للمعاهد العليا يومًا ما.
تُقاس مفاتيح تقدم امة، بوضع التربية والتعليم والثقافة في محيطها.
الجهل هو سبب ضياع الأمم!.
يعود الطلاب لمقاعد الدراسة، في ظل أجواء غير اعتيادية، سلبية في شرقنا الحبيب. هذا الجيل عانى الامرين، جراء مؤامرات الكورونا، والحروبات غير المنتهية. مع ذلك، نحن نبقى دائمًا على امل بتقدم وتحسن الأوضاع في مدارسنا.
ثلاثة أيام على موعد الرجوع للمدارس، نلقي نظرة على الأوضاع بشكل عام:
في الجليل، نرى تواجدًا مستقرًا في القمة التعليمية، للمدرسة الانتقائية دركا للعلوم في يركا.
المدارس الثانوية في قرى بيت جن والبقيعة وحرفيش وغيرها تعمل على رفع معدل شهادات الاستحقاق-البجروت- اما بصدد جودة البجروت، فيوجد مجال كبير للتحسن.
لا يكفي ان نخرّج الطالب مع شهادة بجروت 3 وحدات في الرياضيات والمواضيع العلمية، يجب ان نبذل قصارى جهدنا لنخرّج طلابًا مع شهادات بجروت ذات جودة: 5 وحدات رياضيات، 5 وحدات لغة انجليزية!.
*المدارس الانتقائية في حيفا تحافظ على مكانتها في القمة، من حيث الجودة ونسبة الاستحقاق.


*مدارس الكرمل: لنضع النقاط على الحروف*
نشرت وزارة المعارف مؤخرًا قائمة ل370 مدرسة ثانوية تميزت في القيم الاجتماعية، التحسن في المستوى التعليمي، في نسبة الاستحقاق في البجروت وفي مواضيع أخرى اجتماعية-تربوية ومن ناحية إنجازات تعليمية.
مع الأسف، ثانوية دركا للعلوم في دالية الكرمل غير متواجدة في هذه القائمة.
قبل فترة، نشرت نفس وزارة المعارف نتائج الاستحقاق في البجروت، وضع المدارس من ناحية جودة بجروت، ونشرنا وفق معطيات الوزارة، ان مدرسة دركا دالية الكرمل متواجدة في اخر السلم في البلاد قاطبة!.
هذه هي الحقائق، هذا هو الواقع المؤلم.
هذا الواقع، أدى بأهالي لطلاب في دالية الكرمل ان يقرروا ارسال أولادهم لمدارس ابتدائية واعدادية وثانوية خارج دالية الكرمل!.
وفق المعطيات التي بحوزتنا، خسرت مدارس الدالية مع بداية هذا العام حوالي 100 طالب، سيتعلمون في مدارس في عسفيا، حيفا، يكنعام وبعد.
وفق المعطيات، يتعلم حوالي 750 طالب وطالبة من دالية الكرمل في مدارس خارجية!!.
نحن نتحدث عن مدرستين كاملتين!.
من بين الطلاب الذين يتعلمون خارج الدالية، أبناء لمديرين ومديرات، معلمين ومعلمات.
اذًا، الأهالي وحتى الطواقم التدريسية فقدت ثقتها واملها بالجهاز التعليمي في دالية الكرمل.
والسؤال: لماذا؟!.
أولًا: لأن الجهاز مُسيَّس من رأسه حتى اخمص قدميه. التعيينات سياسية، بدءًا من مساعدات لمعلمات روضات الأطفال، وحتى مديرين ومديرات في المدارس.
ثانيًا: لا يوجد مدير قسم معارف في مجلس دالية الكرمل!.
شيء لا يصدق، يحدث فقط في دالية الكرمل. لا يوجد مدير فعلي مع وظيفة كاملة يشغل قسم المعارف في المجلس. هذا هو الاستهتار بعينه من قبل رئيس وإدارة المجلس بالتربية والتعليم في القرية.
ثالثًا: الطرق التعليمية بالية، لا توجد تجديدات في هذه الطرق. نحن امام طالب العصر الحديث، عصر التكنولوجيا المتقدمة. المنهج التعليمي يجب ان يُقلب رأسًا على عقب، وهذا يحصل فقط بمبادرات المديرين والمديرات والجهاز التعليمي.
رابعًا: هَم لجان الأهالي إرضاء رئيس المجلس وليس مصلحة الطلاب!.
مع الأسف، تعيين لجان الأهالي مُسيّس هو الاخر. هذا الجهاز بحاجة لمحاربين، لأشخاص يناضلون من اجل مصلحة الطلاب، وليس كما هو الحال في السنوات الأخيرة.
هذه الحقيقة تبعد الأهالي الذين تهمهم مصلحة أولادهم عن الجهاز التعليمي الديلاوي.
خامسًا: دالية الكرمل بحاجة لتغيير مبنى المدارس.
الفشل واضح، النتائج واضحة، ومع ذلك تبقى الأمور على حالها. ماذا عن بحث قضية تغيير مبنى المدارس؟!.
مدرسة ابتدائية من الصف الأول للسابع واعدادية ثانوية من الثامن للثاني عشر، على سبيل المثال؟!.
نحن بحاجة لأشخاص مفكرين، غيورين على مصلحة الطلاب، تبحث في كيفية الإصلاح والتغيير والتحسين.
هذا لا يحدث مع الأسف!.
**اشراق عسفيا**
ليس صدفة يزداد الطلب على هذه المدراس. ليس صدفة ستفتح المدرسة الإعدادية صفًا جديدًا واكثر. مدارس الإشراق بطابعها ديني، وهذا يضفي أجواء تعليمية واجتماعية مغايرة عن سائر المدارس، التي تعاني من ظاهرة العنف يوميًا.
الإنجازات التعليمية في الاشراق، وفق وزارة المعارف، افضل من سائر المدارس ليس صدفة.
عدد الطلاب في الصفوف قليل مقارنة مع اورط رونسون ودركا للعلوم في دالية الكرمل، وهذا يسهّل على المعلمين العملية التعليمية وتمرير المواد. الإشراق تتوسع، ابتدائيًا واعداديًا وثانويًا لعدة أسباب، منها اجتماعية.
عسفيا ستفتتح العام الدراسي 2025/6 مع مديرة جديدة للابتدائية أ، بحيث ستقود هذه المدرسة المربية نبيلة عزام منصور، مبدلة المربي الشيخ نايف منصور، الذي قاد هذه المدرسة في السنوات الأخيرة، وسط توترات ومنافسات شديدة. نتمنى لها النجاح!.
السؤال: ماذا عن الابتدائية ج بإدارة المربية عبير كيوف؟.
عدد الطلاب الذي سُجل للمدرسة قليل للغاية، وعلى المجلس ووزارة المعارف إيجاد حلول لهذه المدرسة.
التطلعات بصدد اورط رونسون بإدارة د.سعاد أبو ركن مرتفعة: تحسين جودة شهادات البجروت!.
يجب ان تكون اورط رونسون في طليعة المدارس، ليس في نسبة البجروت فحسب، بل في عدد الشهادات المتفوقة، وفي نسبة الطلاب الذين يخوضون 5 وحدات في المواضيع الهامة.
نتمنى للجهاز برمته، للاهالي وللطلاب الأعزاء عامًا مجديًا، مثمرًا وناجحًا.