الحروبات السياسية ستؤدي الى زوال إسرائيل/ منعم حلبي

انتهت حرب ضروس أخرى في شرقنا...نحن واولادنا يعيشون تحت ضغوطات نفسية ومعنوية لا تُطاق. إدعاءات الدولة، ان هذه الحرب وجودية، هي ادعاءات فارغة من كل أساس ومضمون. الحقيقة مغايرة تمامًا والنتيجة: عيش داخل الملاجيء، خوف، قلق من المجهول. الحرب على ايران كلفت عشرات مليارات الشواكل، سيدفع ثمنها المواطنون.
ناهيك عن القتلى والمصابين والمشردين، وكل ذلك من أجل ماذا؟!.
الى متى ستستمر هذه المسرحيات التراجيدية؟!.
الحياة في هذه البلاد فعلًا أضحت لا تُطاق، ومئات الاف العائلات، اليهودية والعربية على مختلف طوائفها، التي اختارت الهجرة لأوروبا، لم تقرر سهوًا.
هذه الحكومة ورئيسها سيؤدون الى زوال إسرائيل عن الوجود اذا استمروا في الحكم!.
ما يحدث في غزة يوميًا، من قتل وتهجير للابرياء، لا يمكن ان يستمر في ظل هذا السكوت العالمي اللا إنساني. الدعم الأمريكي، الهجومي والدفاعي، هو الذي يحافظ حاليًا بصعوبة على استمرار وجود إسرائيل، لا اكثر ولا اقل.
الاستمرار بنهج الحروبات السياسية ستؤدي الى انتهاء عهد هذه الدولة لا محالة. الحل؟!.
تغيير رئيس الحكومة والحكومة، وإقامة حكومة عقلانية تسعى لإبرام السلام مع فلسطين ومع كافة دول الجوار.
رأينا خلال فترة الحرب، الى اين تتجه هذه الدولة: العنصرية البغيضة برزت حتى في احلك الظروف، بحيث منع سكان يهود من مواطنين عرب على كافة طوائفهم الدخول للملاجيء!!.
قمة العنصرية واللا إنسانية. هذا لا يحدث سهوًا. ماذا تتوقعون من دولة يحكمها نتنياهو، بن غفير وسموترتيش؟!.
وماذا عن دور الصحافة الإسرائيلية؟
اتضح بشكل لا يقبل التأويل، انه لا توجد صحافة في إسرائيل!.
الصحافة مجندة للحكومة، للدولة، لا تقوم بواجبها "ككلب حراسة" للديمقراطية!.
هي درع واقي للدولة، حتى لو طغت، لو دمّرت.
هذا يقول، ان الدولة أضحت غير ديمقراطية، بدون صحافة نزيهة وموضوعية، وهذا هو الخطر بذاته.
باختصار: عشنا ايامًا صعبة، قاسية، اتضح من خلالها لمن لا يرى الصورة حتى الان، ان الحياة في هذه البقعة بلا أمل ولا افق.
لن نختار الرحيل ولا الهجرة، لأن هذا بالضبط ما تريده الدولة، لكن يجب علينا ان نفكر مليًا في حلول جذرية لمسار حياتنا وحياة اولادنا، الذين يستحقون العيش الكريم، الطبيعي، بدون حروبات ولا قتل ولا دمار.