سياسة فرِّق تسُد بتجمعنا../ بقلم: ربيع حلبي

اواكب الانتخابات المحلية منذ عام 1989 بحيث حدث في هذا العام التغيير الحقيقي بدالية الكرمل. في هذا العام بدأ ما سُمي لاحقًا "العصر الذهبي" وليس صدفة.... سمي ذاك العصر بهذا الاسم، بسبب ما حدث بتلك الفترة: تغيير جذري من خلال قيادة حكيمة تكلمت بصيغة "نحن" وليس بصيغة "انا"... وضعت برامج عمل واهداف واضحة، قامت بتنفيذها على ارض الواقع، مما ادى الى نجاحات بجميع مجالات الحياة في القرية، واهمها وحدة الصف بين جميع شرائح المجتمع في البلدة، على مستوى الطائفة والدولة.
مع حدوث هذه القفزة النوعية في سنوات التسعين من القرن الماضي، كان املنا جميعا ان لا نعود الى الخلف وان ننظر قدمًا نحو مستقبل افضل لاولادنا جميعا. مع الأسف، ما حدث اننا عدنا سريعا الى الخلف، الى العنصرية القبلية..!. نتحدث بمنح الصوت للعائلة وليس للشخص الانسان الذي نريده قياديًا بكل معنى الكلمة.
نخلط الاوراق ونتكلم عن الكرامة والاصل، وكأننا نعيش في دول العالم الثالث. انا لا ألوم من ليس لديه رؤيا او فكر، انا ألوم من يعتبرون انفسهم مثقفين او مثقفات، ولا يجرؤون على قول رأيهم على مدار السنوات الأخيرة في كل ما يحدث في القرية. في العشر سنوات الاخيرة نلمس سياسة فرق- تسُد، بحيث اصبحت العائلة المصغرة، وهي البيت والاهل والأخوة والاخوات مفرقين. الاخ لا يتكلم مع اخيه الاخت لا تتكلم مع اخيها الاهل لا يتكلمون مع الابن. ولماذا؟ فقط لان الاراء السياسية تختلف,,, لان الكرسي أضحى اهم من الحفاظ على العائلة القريبة. هذا النهج العنصري لم نلمسه من قبل: استعملوا شعار "الداليه بتجمعنا" ولكن على ارض الواقع اضحت الدالية تفرقنا عن بعضنا البعض!. لا شيء يجمعنا، سوى المصالح الشخصية الضيقة. هذا الوضع يؤلمني كثيرًا، لأن الدالية التي كانت عروس البلدان أضحت في القاع في كل المجالات جراء الفشل الذريع في قيادة القرية في السنوات العشر الأخيرة.
يجب على جميعنا ان نربي جيلا يكون حرا برأيه، بشخصيته، بطريقه، وان نعلّم الجيل الجديد، ان الاختلاف بالرأي ليست عداوة، بل بالعكس هذا رقي سياسي.
كفانا حرب العائلية السياسية، كفانا حرب الكراسي.
لنبني جيلا يضع اهدافا ليحققها.
شخصيًا انا انسان متفائل برغم كافة الظروف، وكلي امل ان تنقلب الاية الفكرية في داليتي يومًا ما.